المرأة المسلمة

كتب إلي أخ محترم من بجاية يقترح أن أتناول موضوع المرأة بشيء من العناية والإهتمام.

وأنا وإن كنت لا أرى فرقا بين الرجل والمرأة فما هو من هذا النوع الذي يكتب في هذه الفصول، ولذا لم يفرد القرآن المرأة بالخطاب إلا في مواضع معينة اقتضتها اعتبارات معينة.

فإني رغم هذا أكتب الكلمة التالية وأرجو أن يجد فيها الأخ ما يلائم ذوقه:

حقا- يا أخي- يجب أن نلتفت إلى نصفنا الآخر المريض وإلى جناحنا الآخر المهيض، إلى المرأة قلب المجتمع الذي إذا صلح صلح المجتمع كله، وإذا فسد فسد المجتمع كله.

حقا إن هذا النصف المريض والجناح المهيض لأولى بالعناية من كل شيء آخر، إذ أن الجانب أكبر من أسباب تأخرنا يرجع إلى تأخر المرأة عندنا، وهل يتقدم الرجل إذا تأخرت المرأه؟ وهل يطير طائر إلا بجناحيه معا؟ وهل تصفق اليمنى إلا باليسرى؟ كما يقول مثلنا الشعبي الجميل.

إن المرأة مديرة بيتنا ومربية أولادنا وأمينة سرنا وموضع كرامتنا وموقع المدح والذم منا، فهل يسعنا- وهذه صفتها- أن نتهاون بها أو نتجاهل مكانها، فندعها للظروف تسيرها أو نتركها في مهب الرياح تميل بها كل مميل؟

إن دواءنا دائما هو التعليم، لأن مرضنا المستفحل من زمن بعيد هو الجهل، وجهل المرأة عندنا أشد من جهل الرجل وأكبر، فلتكن عنايتنا بالمرأة- إذن- أشذ وأكبر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015