هو صدى لأقلام واتجاهات أجنبية، إن أقر في الأوساط الأروبية فهو عندنا جريمة نكراء، لأن جونا غير جوهم وبيئتنا غير بيئتهم وظروفنا الحالية غير ظروفهم، فنحن اليوم نحتاج إلى أدب واقعي يصور الظلم في أشنع صوره ويحمل الحملات الموفقه ويدعو إلى الثورة عليه، أدب يثور على النظم الجائرة والأخلاق المنحلة الفاسدة، أدب يثير الهمة في النفوس، والنخوة في الرؤوس، والحماس للأمجاد الإسلامية الغابرة في المشاعر والقلوب، إننا نحتاج إلى أدب أخلافي ديني تاريخي يذكر الأمة بما لها من ماض ذهبي الصفحات، جليل الآثار طيب الغراس، يانع الثمرات، فلا يعصف اليأس بآمالها، ولا يذوي زهراتها في قلوبها، إننا نحتاج إلى أدب يصنع الرجولة الحقة والسواعد القوية والعزائم المصممة الصادقة للساعة الحاسمة المنتظرة.
أما هذا الأدب المائع الذي لا يتسع مداه لغير الحب الحيواني السخيف، والذي لا يخلو من وجود رجل يغصب عفاف امرآة، وامرأة نخون شرف زوجها، وفتاة حملت من تلميذ تعرف عليها في السينما، فما أغنى المجتمع الإسلامي الواهن القوي المهيض الجناح عن هذه السموم القتالة والأوبئة الفتاكة.
لذلك فالحب الذي نعنيه في هذا الفصل، هو الحب الذي يربط بن أجزاء الأمة برباط لا تنفصم عراه، هو الحب في الله الذي أقام محمد صلى الله عليه وسلم على صخرته صرح الأخوة الإسلامية السامق، ذلك الصرح الذي ما تصدع كيان الدولة الإسلامية حتى تصدع، إن عنصر الحب في الله هو الشيء الأساسي الذي تقلص ظله وتوارى شبحه من المجتمع الإسلامي اليوم وإننا إذ نشكو من ركود سوق تغيير المنكر في هذا المجتمع، ننسى أو نتناسى هذا العنصر الأساسي في الموضوع.
إن تغيير المنكر إنقاذ، والإنقاذ يتطلب تضحية، والتضحية لا بد لها من حب يبعث عليها فلو أن المسلمين اليوم لم يجدب مجتمعهم من هذا الغراس الطيب الذي بذره دينهم وتعهده بالسقي نبيهم صلى الله عليه وسلم وهو الحب الروحي الخالص من شوائب المادة وأكدار المنافع الدنيوية الزائلة، الحب في الله الذي تفرضه الأخوة الإسلامية الكاملة، إن المسلمين اليوم لو تحابوا لتناصحوا ولتأمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر، ولما رضوا لأنفسهم هذا القناع الصفيق من النفاق الذي حجب العيوب، وأخفى وراءه جراثيم الداء المبيد، ولكن المسلمين اليوم- بعد أن أقفرت نفوسهم