الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

"سيأتي على الناس زمان يكون صالحهم فيه من لا يأمر بمعروف ولا ينهي

عن منكر فيقول الناس: ما رأينا منه إلا خيرا لكونه لم يغضب الله." عمر بن الخطاب.

إن عمر- الذي اخترق بنظره النفاذ حجب المكان فرآى (وهو على منبر المدينة) جيش الإسلام بنهاوند بأرض إيران يكاد يطوقه العدو فيهتف بقائد الجيش: يا سارية الجبل، وتنفذ الصيحة إلى سمع القائد فينحاز بالجيش إلى الجبل وينجو- هو عمر الذي يخترق بنظره النفاذ حجب الزمان فيرى المسلمن من وراء أربعة عشر قرنا وقد استبدت بهم الأنانية فصار كل واحد منهم لا تعنيه إلا نفسه، فيرى الفساد ضاربا أطنابه فلا ينبس بكلمة ويمر بالمنكر يرتكب جهارا نهارا فلا يحرك منه ساكنا، يرى عمر هذا أو يلهمه، فعمر ملهم هذه الأمة وعبقريها بشهادة المعصوم "صلى الله عليه وسلم" وبشهادة القرآن الذي وافق رأيه في أشياء عدة وفي تشريعات كثيرة كما في آية الفداء وآية الخمر حتى قال عمر: "وافقت ربي في ثلاث.

يرى عمر- بعين عقله- ما سيئول إليه حال هذه الأمة فيصرخ هذه الصرخة ويزفر هذه الزفرة: "سيأتي على الناس زمان يكون صالحهم فيه من لا يأمر بمعروف ولا بنهي عن منكر فيقول الناس: ما رأينا منه إلا خيرا لكونه لم يغضب الله."

إنها لصرخة مدوية رهيبة لم تجد قلوبا واعية وهمما مستجيبة، كما وجدت

صرخته لسارية أن يعتصم بالجبل فكانت الدواء الشافي لأنها كانت الدعاء المستجاب من أولئك الجنود البسلاء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015