فرق بيننا وبينهم إلا أنهم جاعوا وشبعنا، وتعروا واكتسينا، وسهروا ونمنا وشقوا وسعدنا أليس هؤلاء الصغار أبناءنا؟ وما الفرق بينهم وبين أبنائنا لولا الأنانية والجهل وضعف الإيمان وموت الضمير؟ إنه لولا ذلك كله لما كان هؤلاء غير أبنائنا الذين نقول فيهم:

وإنما أولادنا بيننا … أكبادنا تمشي على الأرض

لو مرت الريح على بعضهم … لامتنعت عيني من الغمض

إن هؤلاء ليسوا ضحايا الفقر فقط، وإنما هم ضحايا البخل والأنانية والإهمال كذلك.

إن أنانيتنا لتبعدنا عن رؤية هؤلاء والتفكير فيهم حتى لا نتألم بررؤيتهم والتفكير فيهم، أي أنانية كهذه الأنانية؟ أيتألم أخوك بالبرد والجوع، وتأبى أن تراه حتى لا تتألم، وتشفق أن تفكر فيه حتى لا تتأثر، وتصم أذنيك عن سماع خبره حتى لا تتحرك في نفسك مشاعر الرحمة فتواسيه بما يفضل عليك من قطع الخبز اليابسة وفضلات الطعام البائتة، وبقايا الثياب الممزقة؟

لله ما تفعله بنا هذه الأنانية التي لا ترحم!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015