الناس، يتفقد أهله وقول لهم: (إن الناس ينظرون إليكم، وإني ذاهب إليهم لآمرهم بكذا فلا تفضحوني، ومن هنا يقول الله- عز وجل-: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا} فجعل حسن القول، مقرونا بحسن العمل، والدعوة إلى معروف مسبوقة بالعمل به.
وعلى كل حمال، سنمضي في الطريق إلى النهاية، وسنواصل التحليق في هذه الأجواء حتى نوفي على الغاية، وسنبذل كل ما في وسعنا لإصلاح نفوسنا، ليكون ذلك عونا لنا على إصلاح غيرنا، وسنطرد من أمامنا كل شبح لليأس، ولا داعي لليأس فما نحن إلا سائرون على آثار نبينا الذي قال الله له: {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ * لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ}، وإننا غير تاركين هذه المهمة التي شرفنا الله بها، وأورثنا إياها نبينا، حتى إننا إذ نضيق بسوء حالنا الذي تسبب من إعراضنا عن دوائنا، لم يكن ذلك إلا من حرص على هداية قومنا، ورثناه هو الآخر عن نبينا الذي بلغ فيه إلى الحد الذي قال الله فيه: {فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ}.
أعاننا الله وإياكم على ما فيه خير هذه الأمة وصلاحها.