لقد كنت ضيق الصدر من خلو البصائر من التوجيه الديني، وهي ميدانه وسوقه، ضيقا صرفني عن قراءة ما يكتبه الأستاذ أحمد سحنون، حتى وقعت في يدي الأعداد الأخيرة من جريدة البصائر فاجتذبني منها عنوان إلى قراءة ما تحته، فقرأت، فصادف مني هوى فأعدت قراءته ة فأثر في تأثيرا أجرى دموعي، تأثرا بالمعاني وفرحا بظفري بما كنت أنشده من النوع الحي المشرق المنتزع من مأثور السلف في أعمالهم وأقوالهم وأحوالهم.
وفي غمرة ذلك التأثر والإعجاب تناولت رزمة من البصائر كانت أمامي، وأعدت قراءة ما فيها من كلمات الأستاذ سحنون، قراءة وتأملا وموازنة، فازددت إيمانا بأنها صنف واحد في الإصابة وحسن التنزيل، وعمق التحليل لأمراضنا النفسية وعلاجها بأخلاق أسلافنا الطاهرين التي ملكوا بها أنفسهم أولا، وملكوا بها الكون ثانيا.
هذا هو الدواء الذي جرب فصح، ولا تجربة أصح من هذه الأمة التي تسمى (العرب)، فقد كانت على أسوإ ما تكون عليه الأمم، فجاء الإسلام بعقائده وأخلاقه فنقلها في لحظ العين من عمر الأمم من ذات الصدع إلى ذات الرجع، لأنه عالج أمراضها بهذه الأدوية، فاشتفت وشفت العالم، واهتدت وهدت الناس، وحكمت القرآن في أنفسها، فحكمت الدنيا بعدله وإحسانه.
وليست الجزائر اليوم في حاجة إلى أدب الدرس، وإنما هي في حاجة أكيدة إلى ثوره -كتلك التي- عصفت بالبدع في أوائل حركة جمعية العلماء -تستأصل عيوب النفس وتطهرها من الرذائل، وفي مقدمتها الذبذبة والأنانية والغرور والخور