وجه إشكال هذا، وهو واضح.
والذي عندي فيه أنه جمع بين العوض والمعوض عنه، أعنى البدل والمبدل منه. . وأما إسكان الياء في (حسرتاى) في الرواية الثانية فهو على ما مضى من قراءة نافع (محياي ومماتي) وأرى مع هذا لهذا الإسكان هنا مزية على ذلك. . .
وفي البحر 7: 435: «قال أبو الفضل في كتابه «اللوامح»: ولو ذهب إلى أنه أراد تثنية الحسرة، مثل لبيك وسعديك. . . فكذلك هذه الحسرة بعد حسرة، لكثرة حسراتهم يومئذ، أو أراد حسرتين فقط من قوت الجنة لدخول النار- لكان مذهبا ولكان ألف التثنية في تقدير الياء على لغة الحارث بن كعب، وقرأ ابن كثير (يا حسرتاه) في الوقف بهاء السكت».
14 - {قالوا يا حسرتنا على ما فرطنا فيها} [6: 31].
في القرطبي 3: 2409: «وقع النداء على الحسرة، وليست بمنادى في الحقيقة ولكنه يدل على كثرة التحسر، ومثله: يا للعجب. . وقيل: هو تنبيه للناس على عظيم ما يحل بهم من الحسرة، أي يا أيها الناس، تنبهوا على عظيم ما بي من الحسرة، فوقع النداء على غير المنادى حقيقة؛ كقولك: لا أرينك ها هنا، فيقع النهي على غير المنهي في الحقيقة».
وفي البحر 4: 107: «ونادوا الحسرة وإن كانت لا تجيب على طريق التعظيم، قال سيبويه: وكأن الذي ينادى الحسرة أو العجب أو السرور أو الويل يقول: أقربي، أو احضري فهذا أوانك. . . وفي ذلك تعظيم للأمر على نفس المتكلم وعلى سامعه إن كان ثم سامع، وهذا التعظيم على النفس والسامع هو المقصود أيضا في نداء الجمادات؛ كقولك: يا دار، يا ربع، وفي نداء مالا يعقل كقولهم يا جمل». وانظر سيبويه 1: 320.
15 - {يا ذا القرنين} [18: 86، 94].
16 - {يا صاحبي السجن} [12: 39، 41].
من باب الإضافة إلى الظرف، والمعنى: يا صاحبي في السجن، أو من باب الإضافة إلى شبه المفعول، كأنه قيل: يا ساكني السجن؛ كقوله: {أصحاب