ولعل تاريخ تدوينها يرجع إلى ما بين القرنين الثالث والسادس الميلاديين.

وقد حل معظم رموزها واكتشف حروفها الأبجدية المستشرق الألماني إنّو ليمان صلى الله عليه وسلمnno Litmann1، ولاحظ أن خطها قريب من الثمودي، ولا يبعد أن يكون مشتقًا منه، إلّا أنه شديد التغير والاختلاف، فما يكاد يستقر على حالٍ واحدة، فهو تارةً يقرأ من الشمال إلى اليمن، وتارةً أخرى من اليمين إلى الشمال. وهذا التشابه بين الخطين الثمودي والصفوي, جعل بعض العلماء يطلقون على الخط القديم الذي يبدو فيه أثر النوعين كليهما اسم: "الخط الثمودي الصفوي" فإذا أرادوا التمييز والتفرقة قالوا: هذا خط ثمودي فقط، وهذا خط صفوي فقط.

واللحيانية: هي اللهجة المنسوبة إلى قبائل لحيان, التي يرجح أنها كانت تسكن شمال الحجاز قبل الميلاد, وقد عُثِرَ على نقوش كثيرة تذكر أسماء ملوك لحيان، وأغلب الاحتمالات أن تاريخ هذه النقوش يعود إلى ما بين سنة 400 وسنة 200 قبل الميلاد, والخط الذي دونت به مشتَقٌّ كذلك من المسند، غير أنه آنق، وألطف وأثبت نظامًا, وأكثر رونقًا من الخطين الثمودي والصفوي، فهو يكتب مستعرضًا من اليمين إلى الشمال.

ومع أنهذ المجموعة من اللهجات الثلاث: الثمودية، والصفوية، واللحيانية، لم تصل إلينا إلّا عن طريق نقوش قليلة الأهمية على كثرتها، ضحلة المادة على تنوعها، وامتازت بأمرين، أحدهما: أنها أقرب لهجات العربية البائدة إلى الفصحى، والآخر: أن الخط الذي دونت به ينبغي أن يعتبر المرحلة الأولى في تطور الخط العربي وانتشاره23.

وقد عُثِرَ على نقوش يُسْتَأنَسُ بها على وجود شيء من التقارب بين العريبة البائدة والعربية الباقية, ومن أهمها نقشان؛ أحدهما مدون على قبر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015