بديلا1، على أن "ابن خلدون" إنما يذهب إلى أن التبابعة إنما كانوا يصاهرون "بني معاوية بن عنزة" الذين كانوا يملكون في "دمون"، وأنهم كانوا يولونهم على بني معد بن عدنان في الحجاز، وأن أول من ولي منهم إنما كان حجرا آكل المرار، وأن الذي ولاه، إنما هو "تبع بن كرب" الذي كسا الكعبة2.
وهناك رواية رابعة تذهب إلى أن سفهاء بكر قد غلبوا عقلاءها، وأن القوي منهم قد أكل الضعيف، فنظر العقلاء في أمرهم، ثم استقر رأيهم آخر الأمر، أن يملكوا عليهم ملكا يأخذ للضعيف من القوي، فنهاهم العرب، وعلموا أن هذا لا يستقيم بأن يكون الملك منهم؛ لأنه يطيعه قوم ويخالفه آخرون، ومن ثم فقد ساروا إلى بعض تبابعة اليمن، وكانوا للعرب بمنزلة الخلفاء للمسلمين، وطلبوا منهم أن يملكوا عليهم ملكا، فكان ذلك الملك هو حجر آكل المرار3.
وعلى أي حال، فربما كانت هذه الروايات جميعا، إنما تمثل مرحلتين من تاريخ كندة، الأولى وتمثل الهجرة من اليمن إلى نجد، والثانية وتمثل مرحلة استقرار الكنديين في مواطنهم الجديدة، وكيف كونوا لهم إمارة في نجد، ومن ثم فيمكن القول أن هذه المرحلة الثانية إنما تمثل التاريخ الحقيقي لكندة4.
ومن ثم فإذا كان لنا أن نختار رواية، نميل إلى أنها ربما كانت أقرب إلى الصواب من غيرها، فربما كانت الرواية التي تذهب إلى أن ملك حمير قد أقام حجرا زعيما على عدة قبائل كان ملك حمير قد أخضعها في وسط شبه الجزيرة العربية، فقامت بذلك دولة يحمل رؤساؤها لقب "ملك"، وتفرض سلطانها على منطقة واسعة، وإن كان بحكم الضرورة سلطانا محدودًا5.
ولعل الهدف من إقامة دولة كندة، أن التبابعة لجئوا إلى ذلك كوسيلة للسيطرة على