بينما يتجه "نولدكه" إلى أنها ما بين عامي 604، 611م1، والعام الأخير هو الذي يميل إليه "نيكسون"2، وأما "كوسان ده برسيفال"3 فالرأي عنده أنها حدثت في يناير من عام 611م، وهو ما تميل إليه الغالبية العظمى من المؤرخين4.
ويميل أستاذنا الدكتور عبد العزيز سالم إلى أن الموقعة إنما حدثت حوالي عام 609م -أو بعد ذلك بأشهر- معتمد في ذلك على أن المصادر تكاد تجمع على أن مبدأ النبوة إنما حدث على رأس أربع سنين من ملك "أياس بن قبيصة"، وروى قوم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد بعث وهو في الأربعين من عمره الشريف، ولما كان من المعروف أن الرسول -عليه الصلاة والسلام- قد انتقل إلى الرفيق الأعلى في 12 ربيع الأول سنة 11هـ "8 يونية 632هـ، وهو في سن الثالثة والستين على أرجح الآراء5، فإن بعتثه تكون قد حدثت في سنة 609م، وهو ابن أربعين سنة، وتكون وقعة ذي قار قد حدثت بعد سنة 609م، بقليل، أو على أبعد تقدير في سنة 610م6.
وأيا ما كان تاريخ موقعة ذي قار، فقد تولى ملك الحيرة بعد "إياس" اثنان من قبل ملك الفرس، كان آخرهما "المنذر الخامس" -الملقب بالمغرور- ثم سقطت الحيرة تحت أقدام خالد بن الوليد في سنة 13هـ "633م"، على أيام الخليفة