النعمان لما أراد أن ينقل الحجابة منهم، كذلك انهزمت جموعه أمام "بني عامر بن صعصعة" بعد أن تعرضوا لإحدى قوافله التي كان قد أرسلها إلى سوق عكاظ، كما كانت حروب الفجار المشهورة بين كنانة وقيس، بسبب تعرض القيسية لإحدى قوافله التي كانت في حراسة بعض الكنانيين1.
وأيا ما كان الأمر، فلقد تولى أمر الحيرة بعد النعمان أحد أشرافها المشهورين "إياس بن قبيصة" "602-611م"2، الذي كان المنذر قد عهد إليه من قبل بأمر أولاده، وإن كان هناك من يرى أن الذي خلف النعمان إنما كان واحدا من الفرس3، بينما ذهب فريق ثالث إلى أن الرجلين، إنما توليا الأمر معا4.
ومهما يكن من أمر، فإن "كسرى أبرويز" قد طلب من "إياس بن قبيصة الطائي" أن يجمع ما خلفه النعمان وأن يرسله إليه، ومن ثم فقد بعث "إياس" إلى "هانئ بن مسعود" أن يرسل إليه ما استودعه النعمان إياه، فأبى هانئ ذلك، وغضب كسرى، وهنا أشار عليه أحد أعداء بني شيبان وسائر بكر بن وائل، أن ينتظر ريثما ينزل القوم "ذي قار"5، فيبعث إليهم من يأخذهم بالقوة، وهكذا ما أن يحين الحين، حتى يرسل إليهم كسرى من يخيرهم بين ثلاث، أحلاهن مر، الاستسلام، أو الرحيل عن الديار، أو الحرب، وكان رد العرب أن