السامريون يتخذون من "جرزيم"- وليس أورشليم- مكانا مقدسا لهم، وأن التوراة المعترف بها في نظرهم، إنما هي الأسفار الخمسة الأولى دون سواها، وإن أضافوا إليها في بعض الأحايين سفر يشوع، ومن ثم فإن كتابهم المقدس إنما يتكون من ستة أسفار فقط "التكوين، الخروج، اللاويين، العدد التثنية، يشوع"1.
وعلى أي حال، ففي 19 من أبريل عام 531م، تنشب معركة حامية الوطيس بين الفرس والروم، يشترك فيها الحارث بن جبلة إلى جانب الروم تحت قيادة "بليزاريوس"، وتنتهي بنصر للفرس وهزيمة للروم، وبإلقاء ظلال من شك في إخلاص الحارث للروم، ولعل السبب في ذلك أن الحارث لم يكد يعبر الدجلة حتى ارتد إلى مواقعة السابقة عن طريق غير التي سلكها معظم الجيش، وربما أنف الرجل أن يعمل تحت قيادة بيزنطي، وربما كان يفضل أن يعمل بمفرده، وربما كان السبب خلافا بين الرجلين على أمر ما2.
وفي عام 544م، تتجدد المعارك بين الحارث والمنذر، وينتهي القتال بهزيمة الأمير الغساني وأسر أحد أولاده، الذي قدمه المنذر قربانا للإلهة العزى، وفي عام 545م "أو 546م" ترفرف رايات السلام على المعسكرين المتنافسين -الفرس والروم- ولكن الأمر كان جد مختلف بالنسبة لحلفائهما من المناذرة والغساسنة، إذ سرعان ما يتجدد القتال بينهما، وهناك، وعلى مقربة من "قنسرين" تنشب بين المنذر والحارث معركة رهيبة في عام 554م، تنتهي بقتل المنذر نفسه، فضلا عن ابن للحارث يدعى "جبلة" دفنه أبوه في قلعة "عين عوداجة" على مقربة من قنسرين -وربما كانت "عذبة" الحالية على مقربة من الطريق الروماني- على أن "نولدكه" إنما يرى أن الموقعة قد حدثت بالقرب من "الحيار" ربما اعتمادا على رواية عربية