الشرق كله"1.

وهناك رواية تذهب إلى أن الزباء قد اتصلت بالملكة "فيكتوريا" ملكة إقليم الغال، لتنسيق خططهما ضد الرومان، ثم بدأت جيوشها تتوغل في آسيا الصغرى، وأقامت الحاميات باتجه الشمال الغربي حتى "أنقره"، وظلت جيوشها تتقدم دونما أدنى مقاومة، حتى "خلقدونية" مقابل بيزنطة، وهكذا استطاعت ملكة البادية أن تكون لنفسها ولإبنها إمبراطورية انتزعتها من بين مخالب النسر الروماني، وهو في أوج قوته، ورغم أنها كانت إمبراطورية قصيرة الأجل، إلا أنها كانت ومضة عربية تستحق التقدير في تاريخ العلاقات العربية الرومية، وتسبق إمبراطورية الأمويين "1-132هـ = 661-750م" بأربعة قرون2.

غير أن تنفيذ هذه الخطة، دعا الزباء إلى أن تسحب كثيرا من قواتها من مصر، وانتهز أورليان الفرصة، ونجح قائده في أن يلحق بالتدمريين في عام 271م، هزيمة كانت نتيجتها خروج مصر من إمبراطورية الزباء، وانقطاع ضرب النقود في الإسكندرية باسم ولدها "وهب اللات"، وإن كان أخطر النتائج التي تمخضت عن فقد مصر، أن الزباء بدأت تفقد الثقة بنفسها وبجيشها، كما شجعت أهل خلقدونية بآسيا الصغرى على صد هجوم التدمريين، أملا في نجده قريبة تأتي من القيصر الروماني، وهذا ما حدث بالفعل، إذ سرعان ما قدمت الجيوش الرومانية بقيادة القيصر نفسه فعبرت البسفور، وطردت التدمريين من "بتينية" ثم اتجهت إلى "غلاطية" فـ "قبادوقيا" حتى بلغت "أنقرة"، وهكذا استطاع أوليان في عام 272م، أن يخضع الحاميات التدمرية في آسياء الصغرى، وأن يتابع مسيرته حتى سورية3.

وحاولت جيوش الزباء أن توقف جيوش الروم في سورية، في الوقت الذي بدأت فيه الدعايات الرومانية تنتشر بين الناس بنبؤات الآلهة عن سقطو تدمر،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015