الروماني في الشرق1، وكان "فالريان" قد أنعم عليه في عام 258م، بمرتبة "القنصلية"2.

وبدأ "أذينة" "أودينات Odenathus" يسترجع أرض الإمبراطورية الرومية من الفرس، فنجح في استرداد نصيبين -كما أشرنا آنفا- وحران، واستقبل هناك استقبال الأبطال، ثم سرعان ما اتجه في عام 264م، نحو "طيسفون" وضرب الحصار حولها، وكاد الإمبراطور الفارسي أن يستسلم، لولا أن المؤامرات الرومية قد لعبت دورا خطيرا في إفساد نجاح أذينة، ذلك أن القائد الروماني "مكريانوس" -الذي كان سببا في هزيمة الروم ووقوع فالريان في الأسر- قد أعلن الثورة على "جالينو"، ونصب نفسه امبراطورا على القسم الشرقي من الإمبراطورية الرومانية "آسيا الصغرى والشام ومصر"، ومن ثم فقد اضطر أذينة إلى أن يرفع الحصار عن الفرس، وأن يعود لإخماد هذه القتنة الجديدة، إلا أنه ما أن بدأ يعد العدة لمواجهة "مكريانوس" حتى علم بقتله، ثم اتجه إلى حمص للقضاء على ولده "كياثوس"، وبعد أن شدد الحصار على المدينة، قتل "كاليستوس" سيده "كياثوس"، ورمى برأسه من فوق السور تحت قدمي أذينة، وفتح الأبواب والتمس الأمان منه، وبذا انتهت ثورة القائد "مكريانوس"، غير أن "كاليستوس" سرعان ما عاد إلى الثورة من جد، ومن ثم فقد أمر أذينة بعضا من رجاله باغتيال "كاليستوس" وعاد الهدء إلى هذه المنقطة الهامة من الإمبراطورية الرومانية بفضل جهود "أذينة"3.

وفرح جالينيو" بالقضاء على الثورة، ومن ثم فقد أمر عام 264م بمنح أذينة لقب "Imperator Touyius Orientis" أي "إمبراطور جميع بلاد الشرق"، وعهد إليه بالإشراف على جميع القوات الرومية في الشرق، والقضاء على فلول

طور بواسطة نورين ميديا © 2015