أخذنا تسمية خليج العقبة بخليج لحيان في الاعتبار1، والذي حرف فيما بعد إلى "لات" أو "إيلات"2.

وعلى أي حال، فإن تسمية خليج العقبة باسم "خليج لحيان"، إنما يدل على أن لحيان أو اللحيانيين -والذين ذكرهم "بليني" تحت اسم "لخيني"3- لم يكونوا يسيطرون على طريق التجارة البري فقط، بل كانوا يسيطرون كذلك على الطريق البحري إلى "إيلات"، وأن البحارة والتجار الإغريق كانوا يدفعون الجزية للجباة من لحيان4.

وكانت تجارة اللحيانيين مع مصر في الدرجة الأولى، ومن ثم فقد كانت علاقاتهم بها جدا وثيقة، فتأثروا بالثقافة اليونانية التي كانت منتشرة في مصر وقت ذاك، حتى أنهم سموا ملوكهم بأسماء يونانية مثل "تخمى" و"بتحمي" و"تلمى" التي أخذت من بطليموس5، بل إن هناك من يذهب إلى أن الدولة نفسها، إنما قامت على أيام بطليموس الثاني "284-246ق. م"، وبتشجيع من الحكام المصريين أنفسهم، وذلك للضغط على الأنباط6، الذين كانوا في منافسة تجارية مع البطالمة -كما أشرنا من قبل- انتهت بسيطرة مصر على الساحل العربي للبحر الأحمر.

هذا وقد اختلف المؤرخون في التأريخ لدولة لحيان، فذهب فريق إلى أنها إنما كانت فيما بين بداية القرن الخامس ونهاية القرن الثالث ق. م7، وذهب فريق آخر إلى أنها إنما كانت فيما بين القرن الثاني قبل الميلاد "حوالي عام 160ق. م"8 وبين نهاية القرن الثالث بعد الميلاد9، بل إن الذين ذهبوا إلى أنها إنما كانت بتشجيع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015