التي وصفت بأنها "شقيقة الملك"، مما يشير إلى أن بعض الملكات كن زوجات شقيقات للملوك الحاكمين، متبعين في ذلك عادة البطالمة، والذين نقولها بدورهم عن الفراعنة، وتشير كتابة أثرية على تمثال للملك عبادة بأن إحدى زوجات الحارث كانت أخته كذلك1، ولعل ذلك كله -بجانب ظهور التماثيل النصفية المزدوجة للزوجين منذ عهد عبادة الثالث، وحتى نهاية عهد الملكية، يشير إلى أن المرأة النبطية، إنما قد وصلت إلى منزلة رفيعة في أثناء عهد الملكية.

وهناك ما يشير إلى أن الملك النبطي قد اشترك بفرقة من جيشه -بلغ عددها خمسة آلاف من المشاة، فضلا عن ألف من الفرسان، في الهجوم الذي شنه "تيتوس" في عام 70م على أورشليم، والذي انتهى آخر الأمر بتدمير المدينة المقدسة، وبانتهاء اليهود ككيان سياسي له وزن في فلسطين2.

وجاء بعد مالك الثاني ولده "رب إيل" الثاني "سوتر Soter" وقد حكم في الفترة "70-106م" أو "75-101م"3، ويبدو أن حكمه كان تحت وصاية أمه "شقيلة"، وأن أخاه "أنيس "أنيشو" كان يساعد أمه في شئون الحكم، وحينما بلغ الملك الصبي رشده، تزوج من أخته "جميلة" التي نقشت صورتها بجانب صورته على إحدى العملات واستقل بالحكم4، ويبدو أنه هو الذي وصف بأنه "الذي جلب الحياة والخلاص لشعبه"5.

ويبدو أن الظروف السياسية بدأت تتغير عند وفاة "رب إيل الثاني"، ذلك أن الإمبراطورية الرومانية التي كانت قد ابتلعت الدويلات الصغيرة في سورية وفلسطين، بدأت تعد العدة لجولة فاصلة مع "الفريتيين"، ومن ثم فقد بدأ القادة الرومان يرون ضرورة إخضاع كل الدول التي كانت تفصل بينهم وبين أعدائهم، وهكذا أمر "تراجان" "98-117م" نائبه في سورية "كورنيليوس بالماء" في عام 106م، بأن يزحف على البتراء، وأن يضم دولة الأنباط إلى الإمبراطورية الرومانية، وهكذا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015