الرابع، وأن عامله هو الذي سعى إلى القبض على بولس الرسول، الذي استطاع أن ينجو منه بأن تدلى من طاقة في زنبيل من السور1، وأما متى خضعت دمشق للحارث، فربما كان ذلك حوالي عام 37م، وإبان الحرب التي استعر اوراها بينه وبين هيرودوس2، وربما بقيت تحت سيادة الأنباط، في مقابل مبلغ بدفعونه للرومان.

وهناك عدد من النقوش جاء فيها ذكر الحارث الرابع، ومنها "197-216K354 Cih 11160"، وترجع في تواريخا إلى السنوات، الخامسة والتاسعة والثالثة عشرة والتاسعة والعشرين والأربعين والثالثة والأربعين، من حكم هذا الملك، وهي نصوص تتحدث في أمور دينية مرة، وفي أمور شخصية مرة أخرى، وتذكر أسماء بعض الأفراد مرة ثالثة، ومنها عرفنا أسماء بعض آلهة الأنباط مثل "دوشرا" و"منوتو" "مناة" و"قيشح"3، وقد وصف الحارث في بعضها بـ "رحم عم" أل المحب لأمته، كما جاء في بعضها أسماء بعض أفراد الأسرة المالكة، مثل "شقيلة" ملكة الأنباط وزوج الحارث، ومالك وعبادة ورب إيل، فضلا عن مجموعة أسماء كانت شائعة عند العرب قبل الإسلام، مثل كهلان ووعلان وسعد الله ومرة وسكينة وحميد وحوشب وخلف وقين وتيم الله وجهلمة وعميرة ووهب4.

وخلف "مالك الثاني" "40-71 أو 75م" أباه الحارث الرابع5، ويبدو أن الأنباط قد فقدوا على أيام هذا الرجل مدينة دمشق، وإن كانت مجاوراتها من الناحية الشرقية والجنوبية الشرقية ظلت تحت السيادة النبطية6، هذا وقد وصلتنا من عهد مالك الثاني عملات فضية وبرونزية، نقشت عليها صورته وصورة زوجته

طور بواسطة نورين ميديا © 2015