ريدان وحضرموت ويمنات" جملة "وأعرابها في الجبال والتهائم"، وهكذا ترك الرجل أثرًا عميقًا في الأجيال القادمة، فأضافت إلى فتوحاته، ما شاء لها الخيال أن تضيف.
وقد اختلف العلماء في فترة حكم "أب كرب أسعد"، فذهب فريق إلى أنها إنما كانت في الفترة "400-415 أو 420م"1، وذهب آخرون إلى أنها في الفترة "385-420م"2، على أن هناك فريقًا ثالثًا ذهب إلى إنها في الفترة "378-415م"3، ويتجه الدكتور جواد علي إلى أنها استمرت حتى عام "430"م4، ولعل السبب في ذلك أن نص "ريكمانز 534"، والذي جاء فيه ذكر "أب كرب أسعد" وستة من أولاده، إنما يرجع إلى عام 428م أو عام 434م5، وهذا يعني أن حكم "أب كرب أسعد" قد جاوز عام 428م، وربما عام 430م، فإذا ما تذكرنا أن الرجل قد ذكر مع والده في نص يرجع إلى عام 378، أو عام 384، فإن حكمه يكون عندئذ قد جاوز نصف القرن من الزمان، ولو افترضنا أنه كان شابًا في العشرين من عمره، فإن الرجل يكون قد عاش حوالي السبعين عامًا، وربما أكثر من ذلك بقليل6.
هذا وقد أشرنا من قبل إلى أن "أبا كرب أسعد" قد أضاف إلى لقبه "ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنات" جملة "وأعرابها في الجبال والتهائم"، فكان بذلك أول من حمل هذا اللقب7، ولعل السبب في ذلك إنما هو ظهور قوة الأعراب وأهميتهم، وبخاصة أعراب الهضاب وجنوب نجد وقبائل تهامة، ومن ثم فقد أصبح لهم تأثير في الشئون، الداخلية، ربما قد يصل إلى إحداث تغيير في التنظيم السياسي