في أرض البجة، ومن المحتمل أن يكون قد لقي حتفه هو ومعظم جيشه، حوالي منتصف القرن الأول الميلادي1.
وعلى أي حال، فهناك الكثير من النصوص التي تحدثت عن "ياسر يهنعم" هذا، منها نص "Cih 46"، والذي عثر عليه في "يكاران" -ويرجع تاريخه إلى عام 276م- وقد جاء فيه اسم الإله "عثتر"، واسم قبيلتي، "مهانف" و"شهر"2، كما جاء اسمه واسم ولده "شمهريهرعش" في نص مؤرخ بعام 276م كذلك، ولعل في هذا إشارة إلى اشتراكه معه في الحكم، حيث لُقِّبَا بملكي سبأ وذي ريدان3. هذا ويجب الإشارة هنا إلى أن القوم وقت ذاك، إنما كانوا يؤرخون وفق تقويمين مختلفين، وأن الفرق بينهما خمسون سنة، أو خمس وسبعون سنة، ثم أهمل أحد التقويمين وبقي الآخر، وهو تقويم "مبحض بن أبحض"، وتقع بدايته فيما بين عامي 118، 110ق. م، وإن لم يستعملوه في الكتابة إلا في القرن الثالث الميلادي4، ويرى "ريكمانز" أن نصوص "ياسر يهنعم" وولده "شمر يهرعش"، تختلف في تأريخها عن التأريخ السبئي المعروف، والذي يبدأ في رأيه في عام 109ق. م، ومن ثم يمكن إثابتها وفق هذا التقويم5.
ونقرأ في نقش "Cih 353" عن ثورة حمل لواءها الحميريون ضد "ياسر يهنعم" وولده حوالي عام 300م، في منطقة "ضهر" -والتي لا تبعد كثيرًا عن صنعاء6- هذا فضلا عن اشتباكات جديدة بين "ياسر يهنعم" والهمدانيين، والذين تعانوا مع بني ريدان لمهاجمة مأرب، إلا أن الملك الحميري سرعان ما هاجم الهمدانيين