الجدران، اعتبرها "أرنو" أبوابًا، وسماها بالأسماء التي كان يطلقها عليها الأهالي في أيامه، أما الباب الرئيسي في المدينة فقد كان في السور الغربي، وهو الذي يسمى الآن باب المدينة، وما زالت بقاياه موجودة، وعلى كل من جانبيه آثار برج من الحجر، وفي السور البحري باب آخر، وهو الذي يستخدمه أهالي مأرب عند الخروج لدفن موتاهم، في الجبانة الواقعة في الناحية البحرية من الخرائب، ولهذا سموه باسمها، أي باب المجبنة1.
ومدينة مأرب- شأنها في ذلك شأن أغلب المدن الكبيرة في اليمن القديم- مدينة مسورة بسور قوي حصين له أبراج، تمكن القوم من الدفاع عن مدينتهم، وأن السور -طبقًا لما جاء في النقوش- قد بني من حجر البلق، وهو حجر صلد قُدَّ من الصخر، فوقه صخور من جرانيت، ومن أسف أننا لا نعرف حتى الآن من النقوش التي تم الكشف عنها في مدينة مأرب اسم الملك الذي أسسها، وربما كانت بعض أجزاء السور الحالي من السور القديم الذي بناه مكربو سبأ القدامى، ونعرف من نقوش كثيرة أن واحدًا منهم "ابن سمه علي ينوف" قد بنى حائطًا حول مأرب، كما نعرف من نقشي "جلازر 418، 419" أن "كرب إيل وتار" "من القرن السابع ق. م" قد أضاف بعض الأجزاء إلى سور مأرب، كما بنى بوابتين وبعض الأبراج2.
ويروي الأخباريون أن مؤسس مدينة مأرب إنما هو "سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان"3، كما أشرنا من قبل، ويروي الهمداني في الإكليل أنه كان بمأرب ثلاثة قصور "سلحين والهجر والقشيب" وأهم تلك القصور وأشهرها هو قصر "سلحين"، الذي تردد ذكره كثيرًا في كتب الأدب العربي على أنه قصر الملكة بلقيس، وكثيرًا ما أشاروا إلى أعمدته القائمة وقالوا إنها تحمل العرش، وإن قواعدها تحت الأرض مثل ارتفاعها فوقها، وهي 29 ذراعًا4، وأما خارج بلاد