الأمر كاهنًا، ثم حمل لقب ملك، ثم اللقبين معًا، وإن اقتصر في الفترة الأخيرة من حكمه على لقب "ملك"، على أساس أنه اللقب الرسمي لحكام قتبان1.

وهناك من يرجح أن "يدع أب ذبيان" هو الذي شيد المدخل الجنوبي لمدينة "تمنع"2، وطبقًا لنص "جلازر1600" فهو "مكرب قتبان وجميع أبناء "عم" "الإله الرسمي لقتبان" و"أوسان وكحد ودهس وتبنو"، هذا ويشير النص إلى إنشاء طريق في الجبل، أو بعبارة أخرى، ثغرة ليمر منها الطريق المار بالجبل من مكان إلى آخر، فضلا عن تجديد بيت "ود وعثتر"، إلى جانب بعض الأعمال الإنشائية الأخرى3.

وهناك نص آخر يصف الملك -إلى جانب الألقاب السابقة- "بمكرب "يرفأ" أو "يرفع" وأبناء الجنوب والشمال"، وإن كنا لا ندري شيئًا عن صلة هذه القبائل، غير القتبانية، بالملك القتباني، أكانوا تابعين له في تلك الأيام؟ ومن ثم فقد اشتركوا في إنشاء الطريق الجبلي الآنف الذكر -الذي ربما كان للنص به صلة- أم أن هذه القبائل كانت ذات مصلحة فيه، ومن ثم فقد شاركت في إنشائه، إن الإجابة عن واحد من هذه الأسئلة لا تزال في ضمير الغيب، وعلى أي حال، فإننا أمام عمل هندسي يستحق التقدير، كما يدل على فن هندسي راق عند القتبانيين4.

هذا ويرجح بعض الباحثين أن "يدع أب ذبيان" قد شن عدة حروب كتب له فيها نصرًا مؤزرًا، ومن ثم فقد مد حدوده إلى أوسان ومراد، وحتى حدود سبأ، ولعل هذا يفسر لنا اهتمامه بإنشاء الطرق التي تربط بين أطراف مملكته، ومن أشهرها الطريق المعروف باسم "مبلقة"5، ولم تكن هذه الطرق في الأرض السهلة، وإنما كانت في المرتفعات والجبال، ولعل الذي دفعه إلى ذلك عدة عوامل، منها "أولًا" أن الطرق الممتدة في السهول هدف سهل للأعداء، وأن جنوده قد يجدون صعوبة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015