تقع دولة قتبان -كما يروي سترابو، نقلا عن إيراتوسثينيس -في الأقسام الغربية من العربية الجنوبية، وفي جنوب السبئيين وجنوبهم الغربي، وقد امتدت منازلهم حتى بلغت باب المندب1، إلا أن قتبان كانت مبتعدة عن الساحل الهندي إلى الداخل، حيث كانت تقوم بينها وبين البحر مملكة "أوسان" الصغيرة، وأهم بلادها "شقرة" على ساحل المحيط الهندي، ثم تنتهي إلى إمارة عدن2.
وعلى أي حال، فلقد تحدثت المصادر الكلاسيكية عن القتبانيين، فذكرهم "ثيوفراست"3 و"سترابو"4 و"بليني"5 وغيرهم، وأما المصادر العربية، فليس فيها شيء يستحق الذكر عن قتبان، سوى أنها موضع من نواحي عدن6، وأنها بطن من رعين من حمير7، ولعل السبب في ذلك هو ضعف قتبان وانضوائها تحت لواء حكومة سبأ، وذي ريدان -وهي الحكومة التي يطلق عليها المؤرخون العرب اسم "حمير" -ولأن قبيلة حمير هذه كانت أقوى القبائل اليمنية عشية ظهور الإسلام، فضلا عن أنها هي التي قاومت الأحباش، وهي التي تركت أثرًا في القصص العربي، وفي قصته أصحاب الأخدود8، حتى أصبحت الحضارة الحميرية علمًا على كل شيء في بلاد اليمن قبل الإسلام، بحيث تلاشت الحضارات الصغرى