القمر "سين" ونقوش "العقلة" التي تتضمن أسماء ملوك حضرموت وسبأ1، وإن كان معظمها قد صوره من قبل "فلبي" وكتب عنه.

وتدلنا النقوش التي تركها الحكام الحضارمة على مدى عنايتهم بالإصلاحات الداخلية، فضلا عن علاقتهم بالدويلات المجاورة، ومن ذلك الكتابة التي تركها لنا "شكم سلحان بن رضوان"، أحد كبار موظفي حكومة حضرموت، ربما في عهد "يشكر إيل يهرعش بن أبيع"، وفيها يتحدث الرجل عن بناء سور وباب وتحصينات لحصن" "قلت"- ويشرف على واد تقطعه الطريق بين مدينة "حجر" وميناء "قنا" -فضلا عن إنشاء جدار وحواجز في ممرات الوادي الرئيسية، وذلك لحماية منطقة حجر من أي غزو أجنبي، ولا سيما غزو الحميريين الذين كانوا يهددون حضرموت، ويتدخلون في شئونها، وأن ذلك العمل قد تم في خلال ثلاثة أشهر تقريبًا، كما أنشأ استحكامات ساحلية لحماية البر من أي هجوم بحري، ومن ثم فقد أقام على ما يبدو حصونًا على لسانين بارزين في البحر لحماية الخليج الذي كان بينهما، كما حصّن المنفذ المؤدي إلى "ابنة" وإلى مدينة "ميفعة" حيث بنى سورًا قويًّا، فضلا عن برجين وباب وأماكن للجنود لاستخدامها إبان الدفاع عن المدينة2.

هذا ويرى نفر من الباحثين أن الكتابة التي دونها صاحبنا "شكم شلجان" هذا، إنما هي أقدم كتابة حضرمية وصلت إلينا حتى الآن، وأنها ترجع إلى القرن الخامس أو أوائل القرن الرابع قبل الميلاد3.

ويبدو أن حضرموت كانت تعاني في تلك الأيام من هجمات الحميريين المتتالية عليها، ومن ثم فقد لجأت إلى سد الأودية بجدر حصينة قوية، حتى يمكنها التحكم في المرور في الوادي، وبالتالي تستطيع منع الحميريين من غزوها، وكانوا في تلك الفترة يقيمون في جنوب وجنوب شرق لبنة وميفعة، قبل أن يتحولوا إلى الأماكن التي عرفت باسمهم قبيل القرن الثاني ق. م4.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015