كان لذلك صلة بالمعنى العبري للكلمة "دار الموت" والذي نقله مسلمة أهل الكتاب، كما نقلوا غيره إلى المصادر العربية1، ومن ثم فقد قيل اسم حضرموت في التوراة "حاضرميت"، وإن قيل كذلك، إنما سميت حضرموت نسبة إلى "حضرموت ابن يقطن بن عابر بن شالح2".
على أن "ياقوت الحموي" إنما يقدم لنا تعليلا آخر -توراتيًّا كذلك- يجعل حضرموت اسما لرجل، هو "عامر بن قحطان" وأنه كان إذا حضر حربًا أكثر فيها من القتل، ومن ثم فقد سمي بحضر موت3، أو أنها على اسم "حضرموت ابن قحطان" الذي نزل هذا المكان فسمي به، فهو اسم موضع، واسم قبيلة4.
وأيًّا ما كان الصواب في هذه التعليلات، فمما لا شك فيه أن هناك دولة قامت في جنوب بلاد العرب تحمل اسم "حضرموت"، وأنها كانت تعاصر معين وقتبان وسبأ، إلا أن العلماء ما يزالون مختلفين على عصر هذه الدولة، فذهب نفر منهم إلى أنها إنما كانت في الفترة "450ق. م-290م"5، بينما ذهب فريق آخر إلى أنها إنما كانت في الفترة "450ق. م- القرن الثاني الميلادي"6. هذا وقد قدمت لنا الاكتشافات الحديثة الكثير من أسماء ملوك حضرموت، وإن كان العلماء لم يتفقوا بعد على ترتيبهم ترتيبًا تاريخيًّا7.
وعلى أي حال، فما تزال البعثات العلمية توالي العمل هناك، وآخرها تلك البعثة الأمريكية التي قامت في عام "1961/ 1962" بمسح أثري للوادي، واكتشفت هناك عدة قرى ومواقع أثرية، وأطلال معابد وفخار، فضلا عن 1200 نقش، منها 18 نقشًا ثموديًّا، لعل أهمها نقوش قرية "سنا" حيث يقوم هناك معبد للإله