آخرون إلى أنها "جرها" "جرعاء" على ساحل الأحساء1، بينما ذهب فريق ثالث إلى أنها إنما تقع على مقربة من ساحل الخليج العربي في موضع "مجيمنة" جنوب "يبرين"2، وذهب "فلبي"3 إلى أنها على مقربة من الساحل عند مصب وادي شهبة، وهي البقعة التي نشأت فيها مملكة مجان القديمة.
ويذهب "كيتاني" إلى أنها "مدين" والتي كانت حوالي الألف الخامسة قبل الميلاد كثيفة الأشجار، وكان البابليون يأخذون منها الذهب والنحاس والأخشاب، ويعارض "موسل" هذا الاتجاه، محددًا موقع مجان على ساحل الخليج العربي4، على أن هناك فريقًا سادسًا إنما يذهب إلى أنها منطقة "عمان" -أي الطرف الجنوبي الشرقي من شبه الجزيرة العربية5.
وأخيرًا، فلقد حاول بعض المؤرخين أن يحدد موقعها بخط طول 55 شرقًا، وخط عرض 24 شمالا، وبحوالي 450 ميلا إلى الشمال الغربي من مسقط، وأن كلمة "مجان" إنما تتكون من الكلمة السومرية Ma"" بمعنى ميناء أو أرض السفن، وذلك بسبب شهرة أهلها في ركوب السفن، فضلا عن أن هناك نصًّا يرجع إلى أيام "دونجي" "أحد ملوك أوربا حوالي عام 2450ق. م" يحدثنا عن صناع السفن من "مجان"، وأن النصوص المسمارية قد وصفتها بأنها "جبل النحاس"، كما أطلقت عليها النصوص السومرية "أرض الدولوربت"، ومن ثم فإن الإشارة إلى مجان على أنها جبل النحاس، تدفعنا إلى أن ندخل في دائرتها منطقة الجبل الأخضر بعمان، حيث يوجد النحاس، وهكذا يبدو واضحًا أن لدينا من القرائن القوية التي تقربنا من وضع مجان كمرادف صحيح لعمان، لأن كل ما ذكر آنفًا إنما هو موجود في عمان6.