تكوِّن سلسلة جبال "السراة" العمود الفقري لشبه جزيرة العرب، وتتصل فقراتُه بسلسلة جبال بلاد الشام المشرفة على البادية، وبعض قمم هذه السلسلة مرتفعة، وقد تتساقط عليها الثلوج كجبل "دباغ" الذي يرتفع إلى 2200 فوق سطح البحر، وجبل "وثر" وجبل "شيبان"، وتنخفض هذه السلسلة عند دنوها من مكة، فتكون القمم في أوطأ ارتفاع، ثم تعود إلى الارتفاع، حيث تصل إلى مستوى عال في اليمن، فتتساقط الثلوج على قمم بعض الجبال1.
وتشتهر منطقة مكة بمجموعة من الجبال، أشهرها جبل "أبي قبيس" في جنوب مكة، وجبل "حراء" في شرقها، وفيه كان يتحنث جدُّنا ومولانا رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- وجبل "ثور" ويشرف على مكة من الجنوب، وفيه الغار الذي بقي فيه -صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلامُهُ عَلَيْهِ- مع أبي بكر، فترة إبان الهجرة من مكة إلى المدينة في عام 622م، وهناك كذلك جبل "رضوى" بين المدينة المنورة والبحر الأحمر2.
وتمتد في محاذاة السواحل الجنوبية سلاسل جبلية تتفرع من جبال اليمن، ثم تتجه شرقًا إلى عمان، حيث ترتفع قمة الجبل الأخضر إلى 9900 قدم، وفي نجد -وهي هضبة يبلغ ارتفاعها زهاء2500 قدم- منطقة جبلية تسمى جبل شمر، وتقع بين الحافة الجنوبية للنفود الكبير وبين وادي الرمة، وتتكون من سلسلتي جبال "أجأ وسلمى"، ويمتدان متوازيين من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي والمسافة بينهما حوالي 45 ميلا، وأما جبل "طويق" فهو مرتفعات تقع في الوسط