الفن الصحفى والمجتمع الحديث

الفن الصحفي والمجتمع الحديث:

وإذا ألقينا نظرة فاحصة على المجتمع الحديث لوجدنا أنه يعاني من مرض خطير يمكن تسميته بالانقسام أو الانفصام الاجتماعي، ولا شك أن هذا الانفصام ليس إلا نتيجة محتومة لأنظمة التخصص وتقسيم العمل التي تتطلبها وسائل الإنتاج الحديثة وأساليب الإدارة العامة في الحكومات. فالمجتمع يعاني من التضخم الكبير والتخصص الشديد بحيث أصبحت أقسام المجتمع الواحد منعزلة عن بعضها البعض في الميادين الاقتصادية والحكومية وغيرها.

وعندما تنعزل الوحدات المكونة للمجتمع الواحد، وتصبح غامضة عسيرة الفهم يعاني المجتمع من الانفصام الذي أشرنا إليه، وتكون وظيفة الصحافة هي إعادة التفاهم إلى هذا المجتمع. على أن التكامل الاجتماعي لا يمكن أن يتم إلا على أسس من الإيمان بأهمية الرأي العام، وحقه في الإطلاع على الأخبار والمعلومات أو بمعنى آخر الاعتراف بضرورة التفسير والشرح من أجل إحراز التفاهم.

فالفرد العادي في المجتمع الحديث المتخصص لا يستطيع أن يعيش وفقا لمبدأ الاكتفاء الذاتي الذي كان سمة المجتمع القديم. فكل سلعة يحتاجها مهما صغرت كشفرات الحلاقة ومعجون الأسنان تقوم بإنتاجها شركات ضخمة بعضها في مصر وبعضها في الخارج. وكذلك طرق المواصلات داخل المدينة وخارجها، ووسائل المخابرة بالبريد والتليفون والتلغراف قد أصبحت وظائف معقدة يصعب فهمها أو تقديمها. فما بالك بمنجزات العلم الحديثة كالطاقة الذرية، وحرب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015