ويختلف المؤرخون فيما بينهم حول نشأة الخبر الخطوط ويعتبر البعض الأمر الصادر في إنجلترا سنة 1275 بتنظيم مهنة الأخبار وثيقة تثبت بداية هذا النشاط الأخباري. وقد كانت الأخبار حرفة يقصد من ورائها إبلاغ الملوك والأمراء والبنوك بالأخبار السياسية، وأحاطة التجار أيضا بالأخبار الاقتصادية. وقد كانت البندقية تعج بالقادمين من شتى بقاع العالم، من البحارة والمغامرين والرحالة، الذين كانوا يجتمعون لرواية أخبارهم ومغامراتهم، فكان يتلقفها المخبرون فيذيعونها على الناس.
على أن أشهر هؤلاء المخبرين جميعا إخوان فوجرز الذين اتخذوا من مدينة أرجزبرج مقرا لهم، وكانت لهم مكاتب أخبارية فرعية في لندن وباريس وغيرهما من العواصم الأوروبية ومدنها الكبرى. وكان إخوان فوجرز متخصصين في أعمال المصارف فنشروا إلى جانب الأخبار السياسية والحربية والاجتماعية أخبارا تجارية ومالية ذات قيمة كبيرة للتجار ورجال المال والأعمال. والحق أن جهود إخوان فوجرز في القرن السادس عشر تنم عن جرأة بالغة ودقة فائقة حتى أصبحت رسائلهم من الأسس الجوهرية التي لا يستغني عنها رجال السياسة والحكم والمال. ولا يزال بعض هذه الرسائل المنسوخة الهامة محفوظا بالمكتبة القومية في فيينا1