تربط من الخلف برتاج خاص لكي تثبت تماما. وبعد ذلك يقوم الفنان المصور برسم الصورة على السطح الكبير الذي هو في الحقيقة مجموعة سطوح القطع الخشبية. وبعد انتهاء عملية الرسم تفك القطع الخشبية وتفصل عن بعضها البعض، وتوزع على الحفارين لحفرها، وفي النهاية تجمع القطع وتضم إلى بعضها وتثبت بالرتاج أو بمسامير خاصة وتكون معدة للتحبير والطبع في الحال.

وكانت صناعة الأنماط الخشبية متسقة تمام الاتساق مع فن الحصول على الأخبار من حيث الحداثة والسرعة والسبق. فإذا علمت الصحيفة بحادث حريق أو فيضان مثلا، بعثت إلى مكان الحادث مندوبيها الصحفيين ومعهم مصور خاص يرسم صورة هيكلية سريعة لمكان الحادث وبعض التفاصيل الهامة. وكأن هذا الفنان يقوم مقام المصور الفوتوغرافي في الصحافة الحديثة، أما عملية النقل إلى مجموعة السطوح الخشبية المتحدة فتشبه عملية التصوير على اللوح المعدني في الحفر الحديث. ولكن صناعة الأنماط الخشبية لم تحقق الأغراض التي كان يهدف إليها رجال الصحافة في القرن التاسع عشر، واتضح أنها طريقة متخلفة عن ركب التقدم الذي وصلت إليه فنون الصحافة الأخرى والطباعة وصناعة الورق غيرها. وأصبح من الضروري إجراء بحوث للوصول إلى طرق أفضل لصناعة الأنماط بسرعة وبساطة.

ومن هذه المحاولات إنتاج الأنماط بطريقة السبك المعدني، وتتلخص هذه الطريقة في تغطية لوح من المعدن بمادة تشبه الطفل سمكها 16/ 1 من البورصة، ثم ترسم الصورة المطلوب طبعها على سطح هذه المادة الطفلية، وتأتي بعد ذلك مرحلة الحفر فتشق الخطوط في سطح المعدن، وأخيرا تأتي عملية السبك فيصب مصهور المعدن ليتخذ شكل الخطوط المحفورة، ويتم بذلك عمل نمط معدني بارز، غير أن هذه الطريقة كانت عقيمة بطيئة, ولم يقدر لها ما كان ينتظرها من نجاح، رغم قلة تكاليفها نسبيا.

وأخذت بحوث العلماء تنتقل إلى التصوير الفوتوغرافي، إمكانية نقل الصور إلى السطح المعدني وحفرة بطرق ميكانيكية أو كيمائية. وقد رأينا أن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015