بحوث نيبس وداجير وتالبوت قد تقدمت خطوات عظيمة في هذا السبيل، وخاصة تالبوت الذي اكتشف سنة 1852، أن الورق المشبع بمحلول بيكرومات البوتاسيوم يصبح صلبا إذا تعرض للضوء، ويعد هذا الاكتشاف حجر الزاوية في صناعة الأنماط المعدنية1، فالجيلاتين البيكروماتي يصبح غير قابل للذوبان في الماء إذا تعرض للضوء. وأهم مميزات هذه الطريقة أن أجزاء السطح البيكروماتي التي تتعرض للضوء تصبح صلبة ومقاومة للحامض، أما الأجزاء الأخرى التي لا تتعرض للضوء فإنها تذوب في الماء بسهولة تاركة سطح المعدن عاريا، ومعرضا لفعل الحامض.
ويعد تالبوت أيضا صاحب الفضل في استخدام الشبكة لفصل سطح الصورة إلى أجزاء دقيقة أو نقط للحصول على الدرجات اللونية والظلال المتدرجة، وذلك بوضع شبكة زجاجية دقيقة بين السطح الحساس والإيجابية وتعريضهما للضوء. ولولا هذا الاختراع الخطير لما استطاع أحد أن ينتج أنماط الصور بتلك الدقة والواقعية التي نشهدها في هذه الأيام ولا سيما بعد إجراء التحسينات العديدة على مر السنين للحصول على أنواع مختلفة من الشبكات المناسبة لطرق الطباعة من جهة، وأنواع الورق من جهة أخرى. وهناك ثلاثة أنواع للطباعة يترتب عليها أيضا ثلاث طرق لإنتاج الأنماط. وهذه الأنواع هي: الطباعة البارزة، والطباعة الغائرة، والطباعة الملساء. وفي هذه الأنواع جميعا تتم عملية الطبع أو النقل على الورق بالتلامس أو الضغط، لكن الحبر قد يكون فوق سطح النمط المعدني أو قد يكون في ثنايا فجوات داخلية فيه.