والنداء والجريدة المسائية وغيرها. وكان لحزب الأحرار الدستوريين صحيفة السياسة التي أصدرها محمد حسين هيكل في 30 أكتوبر سنة 1922، وهي من أنضح الصحف المصرية من حيث الأخبار والدراسات. وعن جريدة السياسة تؤثر حركات التجديد لتحرير المرأة، والنقد البرلماني والدراسات الأدبية والاجتماعية التي كان يقوم بها طه حسين ومحمود عزمي وغيرهما.

ثم تألف حزب جديد عقب مقتل السردار في سنة 1924، هو حزب الاتحاد وأنشأ له صحيفة الاتحاد التي لم يؤثر عنها فضل يذكر، ثم وجد حزب الشعب في سنة 1930، وأصدر صحيفة خاملة الذكر هي الأخرى، عرفت باسم الشعب. وتكونت أحزاب عديدة كحزب الكتلة الوفدية الذي أصدر صحيفة الكتلة ورأس تحريرها رئيس هذه الكتلة المنشقة على الوفد وهو مكرم عبيد، كما أصدر الحزب السعدي المنشق على الوفد أيضا صحيفتين هما الدستور والأساس.

ومن الواضح أن المصريين في هذه الفترة قد تفرقوا أحزابا متنافرة، وشيعا متنابذة. فبعد أن كانوا متكتلين جميعا كالبنيان المرصوص في كفاحهم الشعبي الرائع ضد الاستعمار سنة 1919، نجد أن الدستور الصادر سنة 1923 قد ألهاهم عن قضية البلاد الكبرى وهي الاستقلال. وهكذا تنابذ الحكام، وتراشقوا بالسباب والشتائم في خطب ألقوها وكتب أصدروها، ومقالات نشروها في صحفهم على الناس.

وفي غمرة السعي للوصول إلى دست الحكم نسيت القضية العظمى للبلاد وهي الاستقلال، وتدهورت صحف الرأي التي كانت تعبر عن قضية مصر، وانحرفت أجهزة التعبير منزلقة في تيار من اللؤم والخبث والخداع فلم تعد هذه الصحف لسان حال الشعب، وإنما أضحت تعبيرا بغيضا عن الأطماع، وكان الاستعمار يشجع هذه التيارات بالمال والأخبار والشائعات. وذلك مسخا للحركة الوطنية، وإمعانا في صرف النظر عن الأهداف السامية.

غير أنه في خلال الحرب العالمية الثانية، أخذ المصريون يتنبهون إلى أهمية الصحافة وفنونها الحديثة. وكانت صحيفة المصري قد أخذت بأسباب النهضة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015