ثم بدأت الصحافة الشعبية في الصدور سنة 1866، وهي نفس السنة التي شهدت مجلس شورى النواب الذي أنشأه إسماعيل، وكذلك جريدة وادي النيل التي أوعز بإصدارها أيضا لعبد الله أبي السعود. وعندما احتل الإنجليز مصر، أوعز المنوب السامي البريطاني إلى أصحاب المقتطف أن ينشئوا صحيفة يومية سياسية، تعبر عن المصالح البريطانية كما كانت الأهرام تعبر عن المصالح الفرنسية. فتقدم يعقوب صروف وفارس نمر وشاهين مكاريوس إلى إدارة المطبوعات في 18 أبريل سنة 1888 يرجون الترخيص لهم بإنشاء جريدة المقطم.

وفي نهاية القرن التاسع رأى الخديو عباس الثاني أنه من الضروري كسب تأييد الرأي العام المصري، والوقوف في وجه المعتمد البريطاني، والرد على مفتريات الصحف الإنجليزية والفرنسية، وصدور جريدة المؤيد في أول ديسمبر سنة 1889 لصاحبها الشيخ علي يوسف للتعبير عن مصالح المصريين عامة، وصالح الخديو خاصة، ولتكون المتحدثة بلسان حزب الإصلاح على المبادئ الدستورية.

وفي مستهل هذا القرن نجد أن الأحزاب القديمة والجمعيات السرية التي تكونت في القرن التاسع عشر، قد أصبحت أحزابا علنية قوية تامة التنظيم فتكون الحزب الوطني بزعامة مصطفى كامل سنة 1906، كما ظهر حزبان آخران هما حزب الأمة الذي كان يوجهه أحمد لطفي السيد، وحزب الإصلاح على المبادئ الدستورية الذي سبقت الإشارة إليه.

ولم تكن الأحزاب تصدر صحفا إخبارية فحسب، وإنما كانت تدافع عن قضية البلاد. فيمكن القول أن صحف الأحزاب الأولى كاللواء والعلم لسان حال الحزب الوطني، والمؤيد لسان حال حزب الإصلاح على المبادئ الدستورية، والجريدة لسان حال حزب الأمة -كانت في الحقيقة نشرات يومية إعلامية لتوجيه الشعب إلى طريق الحرية، كل منها بالطريقة التي آمنت بها.

ثم تكونت أحزاب أخرى، كان لكل منها صحيفة أو عدة صحف: فلحزب الوفد صحف البلاغ، وكوكب الشرق، والمصري، والوفد المصري، وصوت الأمة،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015