الأدبية وتوجهوا إلى الفنون الإعلامية، وهم يرون أننا نعيش أساسا في حضارة بصرية. "فلقد دخل إلى حيز الوجود أدب بصري لم يسبق له مثيل يقرأ فيه الناس الصور كما لم يفعلوا من قبل ومنذ مئات السنين تاركين بذلك للألفاظ واجب نقل الأفكار المجردة غير القابلة للانتقال في أشكال مرسومة"1 ويذهب رأي آخر إلى حد القول بأن الصحافة هي الصورة التي قد تفوق في قيمتها قوة الخبر نفسه لأنها في تكوينها وإخراجها تعبر عن الحقيقة2.
والواقع أن تطور فن المجلة يعتمد في أساسه على تطور فن التصوير ولذلك فإن فن التحقيق الصحفي قد ارتبط ارتباطا وثيقا بتطور فن المجلة وازدهار فن التصوير. ولما كان الصدق والواقعية والموضوعية أهم خصائص التحقيق الصحفي الناجح، فإن المصورين يلعبون دورا أساسيا في التعبير الأمين عن مضمون التحقيق. ويظن البعض أن الصورة مجرد إضافة أو زخرفة للتحقيق الصحفي، ولكن الاتجاه الحديث يحتم أن تكون للصورة وظيفة محددة، وإلا فإنه من المستحسن الاستغناء عنها وإهمالها.
وفي بعض الأحوال التي يتعذر فيها التصوير، تقوم الرسوم الكاريكاتورية والتصويرية بدور الصورة الفوتوغرافية، وهذا هو دور الرسم التسجيلي في المحاكم التي تمنع التصوير، أو في الظروف التاريخية التي يتعذر فيها التصوير الفوتوغرافي، كلحظة سفر الملك فاروق إلى الخارج بعد خلعه من الحكم. هذا فضلا عن أن الرسوم تستطيع أن تفسر وتشرح وتبسط بطريقة أكثر مرونة من الصورة الفوتوغرافية.
التحقيق الصحفي وفن المجلة:
وقد أصبح فن التحقيق الصحفي المصور سمة مميزة للصحافة الحديثة، كما تخصصت المجلات العالمية الكبرى لهذا النوع من الفن الصحفي مثل لايف