وذكر ابن عجيبة الحسني أنها قالت:

كلهم يعبدونه من خوف نار ... ويرون النجاة حظاً جزيلا

أو بأن يسكنوا الجنان فيضحوا ... في رياض ويشربوا السلسلبيلا

ليس لي في في الجنان والنار رأي ... أنا لا أبتغي بحبي بديلا (?)

وأكثر من ذلك ما نقله كل من القشيري والعطار والكلاباذي والكمشخانوي وغيرهم:

" مرضت رابعة العدوية فقيل لها:

ما سبب علّتك؟

فقالت: نظرت إلى الجنة بقلبي فغار عليّ قلبي , فأدبني وقد آليت وحلفت أن لا أعود " (?).

وليس هذا الإستغناء عن الجنة والخوف والرهبة , فحسب بل أكثر من ذلك نقل الشعراني استهزاءها بالجنة ونعيمها , والقرآن الكريم , فيقول:

" سمعت رابعة العدوية رضي الله عنها شخصا يتلو قوله عز وجل {وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ {20} وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ} قالت: نحن إذن صغار حتى نفرح بالفاكهة والطير " (?).

وليست رابعة العدوية وحدها من ينقلون عنها استغناءها عن الجنة واستحقار ذكرها , وعدم اهتمامها بالخوف والرجاء , والرهبة والرغبة , بل هذا هو موقفهم ومشربهم , فينقلون ذلك عن الآخرين أيضاّ , فيقول السلمي والهجويري والسهلجي والمنوفي الحسيني:

" إن أبا يزيد البسطامي الذي قال فيه الجنيد البغدادي كما يروون: أبو يزيد منا بمنزلة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015