ولا الطمع , ولا الجنة ولا النار , بل كثيراً ما يستهزؤن بها ويسخرون بذكرها , فنقلوا عن رابعة العدوية البصرية أنها كانت تنشد:

" يعبدون الله خوفاً من لظى ... فلظى قد عبدوا لا ربنا

ولدار الخلد صلّوا , لا له ... شبه قوم يعبدون الوثنا " (?).

وذكرها العطار فقال:

" جاء إليها رجال من أهل الله فسألت أحدهم: لماذا تعبد الله؟

فقال: خوفاً من عقابه والجحيم التي برزت للغاوين.

فسألت الآخر فقال: طمعاً في جنته التي أعدت للمتقين.

فقالت: أما أنا فما عبدته خوفاً من ناره ولا طمعا في جنته فأكون كالأجير السوء بل عبدته حباً له وشوقاً إليه " (?).

وورد مثل هذا في روضة التعريف بالحب الشريف أيضاً (?).

وروى الجلمي عنها أنها قالت:

" وعزتك ما عبدتك خوفاً من نارك ولا رغبة في جنتك , بل كرامة لوجهك الكريم ومحبة فيك " (?).

وعلى ذلك قال المنوفي الحسيني بعد ذكر رابعة العدوية , وجويرية , ورابعة الدمشقية وغيرهن: " أولئك اللواتي طمعن في رحمة الله وأحببته لا رهبة من عقابه , ولا طمعاً في ثوابه " (?).

وأنشدت أيضاً:

أحبك حبين حب الهوى ... وحباً لأنك أهل لذاكا

فأما الذي هو حبّ الهوى ... فشغلي بذكرك عمّن سواكا (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015