أهكذا تجالس الملوك؟ (?).
ولا شك أن هذا تدّين زائد على السنة , لا يعتبر تواضعاً إسلامياً. بل زّينه الشيطان وأما نسبة قول إلى هاتف فإنها كثيرة في كتبهم ومقولاتهم , يخترعون شيئاً وينسبونه إلى الهاتف ويعنون به ملكاً من الملائكة , وأحياناً يدّعون أن الله سبحانه جلّ شأنه هو الذي خاطبهم وهتف بهم كما بيّنا في كتابنا " التصوف: المنشأ والمصادر " (?).
ونختم الكلام في موضوع التطرف في التواضع على ما ذكره الشعراني كقاعدة عامة لجميع المتصوفة حيث قال:
" لا يصلح هذا الأمر إلا لأقوام قد كنسوا بأرواحهم المزابل على رضا منهم وأختيار " (?).
وهناك تطرفات صوفية أخرى في أمور الدين والدنيا نذكر بعضا منها إجمالا وفيقول السهروردي عبد القاهر:
" من عرف عن يمينه وشماله في الصلاة متعمداً فلا صلاة له " (?).
وينتقل الشعراني عن إبراهيم المتبولي أنه قال:
" كل من رجع الذهب على التراب فصلاته باطلة " (?).
وذكر أبو طالب المكي عن بعض الصوفية أنه قال:
" العامة يتوبون من سيئاتهم , والصوفية يتوبون من حسناتهم " (?).
وأيضاً " من تاب من تسعة وتسعين ذنباً لم يتب من ذنب واحد لم يكن عندنا من التائبين " (?).
وقالوا: " التوبة فرض كل عبد في كل نفس " (?).