ومن الحكايات التي يسردها الصوفية بياناً لتواضع مشايخهم ما ذكرها اليافعي نقلاً عن إبراهيم بن أدهم أنه قال:

" ما سررت بشيء كسروري يوماً كنت جالسا فجاء إنسان وبال عليّ " (?).

ونقل السلمي عن أبي محمد الراسي أنه قال:

" لا يكون الصوفي صوفياً حتى لا تقلّه أرض ولا تظله سماء , ولا يكون له قبول عند الخلق " (?).

وقال آخر:

" الصوفي كالأرض يطرح عليه كل قبيح ويطؤه البرّ والفاجر " (?).

وذكر الشعراني في طبقاته حكاية أبي العباس أحمد بم مسروق بياناً لتواضعه وانسلاخه عن التكبر وتجرده عن الترفع , فيقول:

" جاءه مرة شخص فدخل داره لوليمة كانت عند أبي العباس بلا دعوة , فقال أبو العباس: لله علي أن أدعه يمشي إلا على خدّي حتى لأجلس موضع الأكل فوضع خده على الأرض ومشى عليه الرجل إلى أن أبلغ إلى موضع جلوسه , وصار يقول: مثل هذا الرجل يتواضع لي ويحضر وليمتي , بأيّ شيء أكافئه؟ " (?).

فبمثل هذه التفاهات كانوا يتصنعون التواضع , ويتكلفون به , ويتجاوزون إلى التهاون والتخاذل الغير معهود في السلف الصالح.

وأحيانا يأمرون مريديهم بحلق اللحية وتعليق المخلاة في رقبته إذلالا لنفسه وإسقاطاً لجاهه (?).

ويقول محمد بن أبي الحسن: مددت رجلي يوماً بعد صلاة المغرب , فهتف بي هاتف:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015