وحائزا على مقام الصمدية لم يذق طعاما مدة إثني عشر عاما " (?).
وكتب الآخر وهو فريد الدين مسعود المتوفى 664هـ بأنه وقف على رجليه في عالم الاستغراق عشرين سنة لم يجلس فيها ولم يأكل شيئا (?).
وأما عبد العزيز الدريني المتوفى 697هـ فلم يستكثر هذا , بل نقل عن أبي هند أنه صام أربعين سنة ولم يعلم الناس ولا أهل بيته , كان يأخذ الخبز ويخرج فيتصدق به فيظن الناس أنه يأكل في البيت , ويظن أهل بيته أنه يأكل مع الناس (?)
هذا ورووا في فضل التجوع روايات كتلك الحكايات واهية باطلة , مختلقة مصطنعة , مثل ما ذكر الكمشخانوي أن عمر بن عبد العزيز أجاع صنفا من الطير أربعين صباحا ثم طاروا في الهواء ورجعوا رائحة المسك تفوح منها.
قال القشيري: لا يبعد أنها وصلت إلى الجنة.
وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من عرف الله وعظمه منع فاه من الكلام وبطنه من الطعام (?).
كما روى الآخر عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال:
" بطن جائع أحب إلى الله من سبعين عابدا غافلا " (?).
وروى الصفوري الشافعي عنه صلى الله عليه وسلم " أفضلكم عند الله منزلة أطولكم جوعا " (?).
وأيضاً " من أجاع بطنه عظمت فكرته وفطن قلبه " (?).
و" نوَروا قلوبكم بالجوع وخشن الثياب " (?).