راهب , فلما دخلوا أشرف الراهب على أصحابه , وناداهم: " أطعموا رهبان المسلمين! , فإن بهم قلة صبر على الجوع " فغضب من ذلك , ورفع رأسه إليه , وقال: " أيها الراهب هل لك إلى خصلة نتبين بها الصابر والجازع؟ " , قال: " وما ذاك؟ " قال: " تنزل من صومعتك , فتتناول من الطعام ما أحببت , ثم تدخل معي بيتا , ونغلق علينا الباب , ويُدَلّى لنا من الماء قدر ما نتطهر به , فأول من يظهر جزعه , ويستغيث من جوعه , ويستفتح الباب , يدخل في دين صاحبه كائنا من كان , على أنني منذ ثلاث لم أذق ذواقا ". قال الراهب: " لك ذلك ". فنزل من صومعته , وأكل ما أحب وشرب , ثم دخل مع أبي بكر بيتا , وغُلِّق الباب عليهما , والصوفية والرهبان يرصدونهما , لا يسمع لهما حس أربعين يوما. فلما كان في اليوم الحادي والأربعين سمعوا حسحسة الباب , وقد تعلق أحد به , ففتحوا , فإذا الراهب قد تلف جوعا وعطشا , وإذا هو يستغيث بهم إشارة , فأسقوه , وأتخذوا له حريرة , فصبوها في حلقه , والفرغاني ينظر إليهم (?).

وروى أحدهم عن أبي محمد الباثغري أنه مضى عليه ثمانون يوما لم يطعم فيها شيئاً (?).

وذكر أصحاب الطبقات الصوفية عن أحد المتصوفة في الهند شاه ميان جي بيغ أنه كان يعتكف من غرة رجب إلى العاشور من محرم مغلقا عليه أبواب الحجرة , وكان يمكث فيها ستة أشهر بلا ماء ولا طعام , وقد مات سنة 889هـ (?).

ونقلوا مثل ذلك عن شاه كمال البغدادي الهندي المتوفى سنة 921 هـ (?).

وحكى ابن الملقن عن مفرج الدماميني أنه لما أشترى - وكان عبدا - مكث ستة أشهر لا يأكل ولا يشرب (?).

فاستقلوا هذه المدة أيضا فنقلوا عن البسطامي أنه قال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015