ومن ناحية أخرى يذكرون عنه بأنه دخل المطبخ في ليلة من الليالي، فرأى كلاباً يأكلون من القوصرة وهم يتخاشرون، فوقف رضي الله عنه على الباب يحفظهم لئلا يدخل عليهم أحد يؤذيهم وهو يقول لهم: أي مباركين، كلوا واسكتوا ولا تتخاشروا لئلا يعلم بكم أحد فتمنعون ... وكان يدور وراء الكلاب المدودين ليداويهم، فربما هرب منه الكلب يمشي ورائه ويتعطف بخاطره ويقول:

"أي مبارك، إنما أريد مداواتك" (?).

هذا وقد ذكرنا فيما سبق أنه كان يسلّم على الكلاب وغيرها من الحيوانات وإذا رأى خنزيراً يقول له: أنعم صباحاً" (?).

وذكروا عنه أشياء أخرى في تلك التفاهة، منها " كان إذا نام على كمّه هرة وجاء وقت الصلاة كمّه من تحتها ولا يوقظها، فإذا جاء من الصلاة أخذ كمّه وخاطه ببعضه" (?).

ومنها أن زوجته أعدت له يوماً هريسة وقدّمته إليه، فقام يصلي ركعتين شكراً لله تعالى، فبينما هو قائم يصلي إذا جاءت فأرة تدور حول الهريسة وتشتهي، فنهضت عليها هرة وقطعت رأسها، فلما فرغ من صلاته بكى، ثم نحى الهريسة عنه، فقالت له زوجته: أي سيدي لم نحيته عنك؟

فقال: أي بنت الصالح، ما تقطع فيه الرؤوس لا تشتهيه النفوس" (?).

إلى مثل ذلك من القصص التافهة الكثيرة، نعرض عن ذكرها تجنباً عن الإطالة.

وينقلون عنه أن بعض أصحابه رآه في المنام في مقعد صدق مراراً ولم يخبره، وكان للشيخ امرأة بذيّة اللسان تسفّه عليه وتؤذيه، فدخل عليه الذي رآه في مقعد صدق يوماً، فوجد بيد امرأته محراك التنور وهي تضربه على أكتافه، فاسودّ ثوبه وهو ساكت،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015