فانزعج الرجل وخرج من عنده، فاجتمع مع أصحاب الشيخ وقال لهم: يا قوم، يجري على الشيخ من هذه المرأة وأنتم سكوت؟
فقال بعضهم: مهرها خمسمائة دينار وهو فقير، فمضى الرجل وجمع الخمسمائة دينار وجاء بها إلى الشيخ في صينية فوضعها بين يديه، فقال له: ما هذا؟
فقال: مهر الشقيقة التي فعلت بك كذا وكذا، فتبسم وقال: لولا صبري على ضربها ولسانها ما رأيتني في مقعد صدق (?).
ومات بمرض بالبطن فكان يخرج منه كل يوم ما شاء الله، فمات سنة 570هـ على قول الشعراني في طبقاته (?).
وسنة 578هـ على قول الأكثر (?).
وكان يردد قبل وفاته هذه الأبيات:
إذا جنّ ليل هام قلبي بذكركم ... أنوح كما ناح الحمام المطوّق
وقوفي سحاب يمطر الهمّ والأسى ** وتحتي بحار بالأسى تتدفّق
سلوا أمّ عمر وكيف بات أسيرها ** تفُكُّ الأسارى دونه وهو موثق
فلا هو مقتول ففي القتل راحة ... ولا هو ممنون عليه فيطلق (?).
تزوج الرفاعي بعديد من النساء ولم يعقب.
فخلفه على المشيخة الرفاعية علي بن عثمان الذي كان يقول:
" من كان له منكم حاجة فليزمني بها، ومن شكى من سلطانه أو من شيطانه أو زوجته أو دابته أو أرضه إن كانت لا تنبت أو نخلة لا تثمر فليزمني بها فإني مجيب له، ودركه عليّ" (?).