فانظر جرأة هؤلاء القوم على الكذب، ثم الإصرار عليه ونسج هذه العبارة وذكر العدد الخم أي تسعين ألفاً من الناس:

مع العلم بالبداهة بأن هذا العدد الضخم لا يمكن وقوفهم أمام الحجرة الشريفة، ولا يسعهم المكان في وقت واحد، ورؤيتهم وسماعهم لو وقع في تلك الجهة وفي ذلك المكان، ثم سردهم هذه الأسماء بكل وقاحة مع أنه لو وقع هذا كله أمامهم لملؤا الدنيا بذكره، وكتبهم بحكايته.

وأيضاً ذلكم الجمع الحاشد لو رأوا هذا الأمر وسمعوه لساروا بذكره ومشوا بروايته، وكل هذا لم يحدث ولم يذكر في كتاب من كتب ذلك المكان في التاريخ والسير والطبقات اللهم إلا كتب المتصوفة، والمتصوفة الرفاعيين بالذات، حتى كتب الطبقات الصوفية أيضاً خالية بذكرها أيضاً، وكذلك الكتب التي تذكر الرفاعية بالخير والثناء والمدح فيهم، كما لا يوجد في كتب الجيلاني إشارة إلى هذا ولا اسم ولا رسم، وقد قيل قديماً:

" إذا لم تستحي فاصنع ما شئت" (?).

ولم يكتفوا بهذه الأكذوبة إلا وأضافوا إليها أخرى حيث قالوا:

"أنه حجّ مرة ثانية وذلك في العام الذي توفّي فيه وزار قبره صلى الله عليه وسلم الذي هو أفضل من الجنة؛ بل العرش والكرسي.

ولما وقف تجاه القبر الشريف يريد الوداع أنشد قائلاً:

إن قيل زرتم بما رجعتم ... يا أشرف الرسل ما نقول

فخرج صوت من القبر الشريف، سمعه كل من حضر في ذلك الروض المعطر وهو يقول:

قولوا رجعنا بكل خير ... واجتمع الفرع والأصول" (?).

هذا من ناحية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015