وحلمه وسعة صدرته وسخاوته وكقوة عزمه في الله وكعلوية همته على الملوك والخلفاء وعدم التردد إليهم وكتواضعه للفقراء واشتغاله بخدمة الأرامل والأيتام وضعاف الناس وفقراء النصارى واليهود ومحتاجيهم وبذاك أسلم على يديه منهم خلق لا يحصى عددهم وككثرة وقوع الإرشاد على يديه وكتمكنه في مرتبة عبادته وعبوديته من غير ملل ولا كسل ولا استفزه حال ظهوره قط وكعدم جلوسه على سجادة وجلوسه مع إخوانه كأحدهم وكثرة صبره على أذية قومه وعشيرته حتى أرشدهم الله على يديه وكحسن معاشرته ولطف طبعه وصفاء سريرته وعذوبة لفظه" (?).
وعلى ذلك يقولون بأنه لما ذهب إلى الحج عام 555هـ ووصل مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم:
" وقف تجاه حجرة النبي عليه الصلاة والسلام وقال على رؤوس الأشهاد السلام عليك يا جدي. فقال له عليه الصلاة والسلام: عليك السلام يا ولدي. سمع ذلك كل من في المسجد النبوي. فتواجد سيدنا السيد أحمد وأرعد واصفر لونه , وجثا على ركبتيه ثم قام وبكى وأنّ طويلاً وقال يا جداه:
في حالة البعد روحي كنت أرسلها ... تقبل الأرض عني وهي نائبتي
وهذه دولة الأشباح قد حضرت ... فامدد يمينك كي تحظى بها شفتي
فمد له رسول الله صلى الله عليه وسلم يده الشريفة العطرة من قبره الأزهر المكرم فقلبها في ملأ يقرب من تسعين ألف رجل. والناس ينظرون اليد الشريفة. وكان في المسجد مع الحجاج الشيخ حياة بن قيس الحرابي والشيخ عبد القادر الجيلي المقيم ببغداد والشيخ خميس والشيخ علي بن مسافر الشامي وغيرهم" (?).
ثم قالوا:
" وإنكار هذه الكرامة كفر" (?).