ويقول: " وسماعنا على قول قيس المجنون أيضاً:
ألا يا حبذا نجد وطيب ترابه ... وأرواحه إن كان نجد على العهد
ألا ليت شعري من عوارضتي قبا ... بطول التنائي هل تغيرتا بعدي
وعن جارتينا بالأثيل إلى الحمى ... على عهدنا أم لم يدوسا على عهد (?).
وأما كتابه " ذخائر الأعلاق " فكله ممتلئ بالتشبيب والتغزل والأبيات العشقية الداعية إلى الهزل والمجون والخلاعة , ذكرنا نبذة منها في كتابنا " التصوف: المنشأ والمصادر " (?).
وقد ذكر الجامي في نفحاته أن هناك طائفة من الصوفية كثيراً ما ينشدون هذه الأبيات:
" قف بالديار فهذه آثارهم ... تبكي الأحبة حسرة وتشوقاً
كم قد وقفت بها أسأل مخبراً ... عن أهلها أو صادقاً أو مشفقاً
فأجابني داعي الهوى في رسمها ... فارقت من تهوى تعز الملتقى " (?).
وذكر أيضاً أن مشائخ الصوفية ينشدون أشعاراً يصفون فيها راح المحبة وشوق وصل المحبوب , ومن ذلك البيت المشهور:
" هنيئاً لأهل الدير كم سكروا بها ... وما شربوا منها ولكنهم همو
على نفسه فلبيك من ضاع عمره ... وليس له فيها نصيب ولا سهم " (?).
ونذكر بعض الأبيات التي ذكرها الغزالي من كبار المتصوفة فينقل عن النوري أنه كان مع جماعة في دعوى , فجرى بينهم مسألة في العلم وأبو الحسين النوري ساكت , ثم رفع رأسه وأنشدهم: