ويذكر الهجويري واحد من المشايخ أنه كان يقول:
" السماع تنبيه الأسرار لما فيها من المغيبات " (?).
وأما الكلاباذي فيقول:
" السماع استجمام من تعب الوقت , وتنفس لأرباب الأحوال , واستحضار الأسرار لذوي الأشغال.
وإنما اختير على غيره مما يستروح - هكذا - إليه الطباع , لبعد النفوس عن التشبث به والسكون إليه , فإنه من القضاء يبدو , وإلى القضاء يعود " (?).
ونقل الغزالي وأبو طالب المكي عن بعض المشائخ أنه قال:
" رأيت أبا العباس الخضر عليه السلام فقلت له: ما تقول في هذا السماع الذي أختلف فيه أصحابنا؟
فقال له: الصفو الزلال الذي لا يثبت عليه إلا أقدام الفقهاء " (?).
وأما ابن عجيبة فنقل هذا عن رسول الله حيث قال:
" حكى عن بعض الأبدال أنه قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم , فقلت:
ما تقول في السماع الذي عليه أصحابنا؟
فقال: هو الصفاء الذي لا يثبت عليه إلا أقدام العلماء " (?).
ونقل الشعراني عن سهل بن عبد الله أنه كان يقول:
" معنى السماع علم أستأثر الله تعالى به لا يعلمه إلا هو , والعبارات تقصر عنه ولكن الصادقون - كذا - تشير إليهم المعاني فيستريحون بذلك من تعب الحجاب " (?).