" كنت أطوف حول بيت الله الحرام , فلما أن وصلت إليه رأيت البيت يطوف حولي " (?) وليس هذا فحسب , بل قال الحسن بن علوية:
" ذهب أبو يزيد إلى مكة مع واحد من تلامذته , فلما دخل المدينة جاءت مكة إلى المدينة فطافت حوالي أبي يزيد , فغشي على تلميذه وقع على الأرض. فلما أفاق مسح رأسه وقال: تعجبت؟
فقال: نعم , قال: والله إن جاءت إليّ بسطام لكانت مقصرة في حقي - عياذاً بالله - (?).
هل هناك استهزاء واستخفاف بالكعبة والطواف حولها أكبر وأشدّ من هذا؟
أليس هذه الهذيانات إهانة ونيلا من شأن ركن من أركان الإسلام الخمسة؟
ومن إهانتهم كذلك للكعبة المشرفة - زادها الله شرفاً وتعظيماً وتكريماً رغم أنوف الصوفية - أن أحد الصوفية بالهند الشيخ محمد يعقوب سئل:
ما الفرق بين معبد السيخ (طائفة من كفار الهند) وبين بيت الله الحرام؟
فأجاب بقوله: ليس بينهما أيّ فرق (?).
وأما الشعراني فقال:
" لا ينبغي للمريد أن يستدبر شيخه أبداً إلا بإذن , ويكون ذلك مع استشعار المريد الخجل والحياء حتى كأنه يمشي على الجمر , فإن شيخه أعظم حرمة من الكعبة " (?).
ويجعل شأن زاوية محمد الغمري مثل شأن بيت الله الحرام , فيقول:
" إن جماعة تراهنوا على أنهم يجدون زاوية سيدي محمد الغمري في المحلّة الكبرى ساكتة عن الذكر في ليل أو نهار فلم يجدوها فكانت كالكعبة بالنسبة للطائفين " (?).
ولم يستخفوا بالكعبة فقط بل الحجر الأسود أيضاً كما ذكر النبهاني عن ابن عربي أن:
" الكعبة كلّمته , وكذلك الحجر الأسود , وأنها طافت به , ثم تلمذت له وطلبت منه