مناطَ الرحمة. وقد سبق ذلك.
ومنها قوله تعالى: {الله يجتبى إليه من يشاء}. ولم يُلِّل بطاعةٍ ولا معصيةٍ. وإِنما المعنى: إِذا تعلّقَت إِرادتُه باجتباء شخصٍ، وفقَه لِما ينبغي له من ذلك.
ومنها قوله تعالى: {ومن يضلل الله فما له من ولى من بعده}، الآية.
ومنها قوله، {ومن يضلل الله فما له من سبيل}.
ولم أجد في سورة الزخرف والدخان شيئًا من هذا الباب.
ومنها قوله تعالى: {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله}. وحَمْل "أَضَلَّهُ" على معنى "أصابه"، أو "وَجَدَه ضالًا" ونحوه من التأويلات، عدولٌ عن الظاهر، وفرارٌ من الزحف. ثمّ هو باطلٌ، بقوله: {فمن يهديه من بعد الله}؛ إذ هو مقابل {أضله}. وليس المراد "يُصيبه مهتديًا"، باتفاقٍ فتعيَّن أنّ "أضَلّه" على جهة "يهديه"، في إِضافة الفعل إِلى الله سبحانه.
ولم أجد في الأحقاف شيئًا من الباب.
فمنها قوله تعالى: {الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم}؛ إِلى قوله: {والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم سيهديهم ويصلح بالهم}؛ إِلى قوله، {والذين كفروا فتعسا لهم وأضل أعمالهم}. كلّ ذلك ظاهره الضلال الذي هو نقيض الهُدى.