والخاضعين لها في الأطراف، كما تأتي الموارد من أموال الغنائم إذ افترض الموحدون أن البلاد التي لم تدخل في التوحيد الخالص لهم أن يغنموا منها وأن يسبوا ويأسروا. وكذلك أحلت لهم الغنائم، لأن كل الأقاليم التي كان الدين فيها ملتبسا بصور من الكفر والإشراك كانت دار حرب لا دار سلام.
ويتبع بيت المال مراقبة حسابه وموازنة الدخل والخرج فيه، وهو ما أمر به أن يراعى أشد مراعاة الإمام محمد بن عبد الوهاب، فتتسع النفقات أو تضيق بحسب ما تكون السعة أو يكون الضيق، وعلى حسبها تكثر المشروعات أو تقل، وتعلو الأجور أو تنخفض، وكان صاحب الدعوة وأولاده وذريته يأخذون أرزاقهم ضيقة أو واسعة حسبما يفد إلى بيت المال من أموال أسوة بكل المستحقين فيه1.
وروقبت أسواق البيع والشراء وأقيم عليها محتسبون يتولون الحسبة فيها ويراقبون المعاملات والموازين وتنفيذ شرائع الأموال والتجارات في الإسلام. والحسبة ومراقبة الأسواق كان لها شأن أي شأن في الإسلام يتولاها المحتسب نائبا عن ولي الأمر أو متطوعا.
وبدأ رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ بتولية المحتسبين والمراقبين على الأسواق وكان أن استعمل سعيد بن سعيد بن العاص يوم الفتح على سوق مكة2. " واستعمل عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ سليمان بن أبي حثمة على سوق المدينة ". وكان سليمان معدودا في كبار التابعين3.