المتطوعين، وقد فرض ذلك في الإمارة الجديدة على الجند، وجند الحاميات خاصة، كما كان شرطا أكيدا في اختيار أمراء الجيش فكانوا كلهم من الموحدين.

وانقسمت الإمارة إلى كور يتولى كل كورة منها أمير، يعاونه -إن كانت كورته كبيرة- عالم في درجة المفتين، ويعاونه عالم في درجة القضاة -إن كانت الكورة صغيرة- وكذلك عين في كل كورة إمام للصلاة وعامل على الزكاة. وقد يتعدد العمال إذا اتسعت الكورة على عامل واحد للزكاة.

وقد روعي أن يبقى رؤساء القبائل في البادية كما هم رؤساء على قبائلهم ما لم يتمردوا، فإذا تمردوا خلعوا.

ونصب مع هؤلاء الرؤساء شيوخ من شيوخ الدين على القضاء والإفتاء والصلاة والتعليم وكان الاهتمام بتعليم حدود الله في البوادي والأعراب بالغا مبلغه، لأن أهلها وقعوا في فوضى من العصبية وحميتها أزمنة طويلة، وصاروا عبيدا لعاداتهم الطليقة من الخضوع للشرائع التي تردع عن ارتكاب المظالم وتقيد المعتدين عن العدوان.

ومما لم يكن منه بد أن تتألف قلوب رؤساء البدو رويدا رويدا، فكان يكتفى منهم بإظهار الطاعة، فإن أظهروها تركت لهم الأموال المجبية خراجا من بواديهم، تأليفا لقلوبهم - كفعل النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ مع المؤلفة قلوبهم من ملء جعابهم بالعطايا.

فإذا لم يظهر الطاعة رئيس من هؤلاء الرؤساء أدب بالعزل أو الحبس أو أشد منهما حسب درجة التمرد والعصيان، وكان النفي إلى منأى من منائي البادية الفسيحة إحدى عقوبات المتمردين.

وجعل للإمارة بيت مال عام تأتي موارده من عامة كور الدولة وأطرافها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015