ألف مقاتل ومدافع محمولة على ظهور الإبل، كان بدأ إعداده من أربعة أعوام1 -وأعلن أنه يريد أداء الفريضة وتأدية المناسك كلها فإذا منع وقسر على الموقف وحده في عرفات دخل مكة قهرا وعنوة.

ولم يكن في مذهبه ولا في الإسلام كله ما يرده عن القتال في الحرم إذا منع من دخوله حاجا، فإذا كان دخوله إلى مكة لإنقاذ أهلها من الضيم والخسف الذي هم فيه كان دخولها واجبا حتى يرد عليها من هجرها من أهلها يطلبون العيش في ظلال الأمن والعدل في شتى البلدان.

فلما كان سعود على فرسخين من مكة أرسل بكتابين مع عشرين فارسا من فرسانه، أحدهما لغالب الشريف وثانيهما لأهل مكة كافة. وكتب لغالب أن الجدال معه على دين الحق قد طال، وأنه لم يعد كفئا ليقاتل الجند الكثيف السائر إليه، وخيره بين التسليم بدخول مكة صلحا أو بترك الحكم للسيف.

أما كتابه لأهل مكة ففيه أن غالبا قد عصى الله ورسوله، ومنع المسلمين من أداء الفريضة، وليس يرضى المسلمون أن يصد أحد منهم عن المسجد الحرام، وأنه قد كتب له ليؤوب إلى الحق ولكنه لم يؤب وليس بآيب. وذكر له أنه يريد دخول الحرم، ولن يتردد في دخوله. وترك لأهل مكة الخيار، فمن دخل في عهده صار آمنا في دمه وماله، ومن اعترض طريقه صار دمه هدرا2.

وأتى الكتاب غالبا فأخذه الرعب فركب من فوره بحاشيته وأهله وماله إلى جدة وترك على مكة نائبا له، فكتب النائب إلى سعود يخبره خبر الشريف فكتب إليه سعود يقول: ما كان على الشريف ضرر منا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015